الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإمام في بيان أدلة الأحكام
السَّابِعُ عَشَرَ: الْقَسَمُ بِالْفِعْلِ كَقَوْلِهِ: {والْفَجْرِ (1) ولَيَالٍ عَشْرٍ (2) والشَّفْعِ والْوتْرِ} [الْفَجْرَِ: 1- 3]. إِنْ حُمِلَ عَلَى الصَّلَوَاتِ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى تَعْظِيمِ الْفِعْلِ فَإِنَّهُمْ لَا يَقْسِمُوْنَ إلَّا بِمَا يَحْتَرِمُوْنَ وَيُعَظِّمُوْنَ. الثَّامِنُ عَشَرَ: نَصْب الْفِعْل سَبَبًا لِمَحَبَّةِ الله تَعَالَى: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عِمْرَان: 31]. «ولَا يَزَال عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ». {يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ} [الْمَائِدَة: 54] وَفِيه نَظَرٌ. التَّاسِعُ عَشَرَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِثَوَابٍ عَاجِلٍ: {فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوابَ الدُّنْيَا} [آل عمران: 148]. {وآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} [العنكبوت: 27]. {وأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (18) ومَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا} [الفتح: 18- 19]. {ولَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ واتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ} [الأعراف: 96]. {ولَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ والإِنجِيلَ ومَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ ومِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} [المائدة: 66]. {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} [النحل: 30]. {وإِن تَصْبِرُواْ وتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} [آل عمران: 120]. {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وتَتَّقُواْ ويَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ} [آل عمران: 125]. {ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2- 3]. {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم: 96]. كَمَا فِي الحَدِيْث: «إِنّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: أَنِّي أَحَبَُِّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيْلُ ثُمَّ يُنَادِيْ فِي السَّمَاءِ: إِنّ اللهَ قَد أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوْهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُوْلُ فِي الأَرْضِ». {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وهُو مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] على أحد الأقوال. {آتَيْنَاهُ حُكْماً وعِلْماً وكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22]. {يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} [هود: 3]. {يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً ويَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52]. {يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وبَنِينَ} [نوح: 11- 12]. {يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ ويُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} [نوح: 4]. إِنَّ الله لَا يَظْلِمُ المُؤْمِنَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُثَابُ بِهَا فِي الْآخِرَةِ. الْعِشْرُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِثَوَابٍ آجِلٍ وَهُوَ أَكْثَرُ وُعُوْدِ الْقُرْآنِ: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} [الزلزلة: 7]. {وإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ويُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 40]. {فَمَنْ عَفَا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ} [الشورى: 40]. {جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البينة: 8]. {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} [البقرة: 245]. {ومَن يُطِعْ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 71]. الْحَادِيْ وَالْعِشْرُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لذكر الله تَعَالَى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]. {ولَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} [الْعَنْكَبُوت: 45] أَيْ وَلَذِكْرُ اللهِ إِيَّاكُمْ أَكْبَرُ مِنْ ذِكْرِكُمْ إِيَّاهُ «مَنْ ذَكَرَنِيْ فِيْ نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِيْ نَفْسِيْ وَمَنْ ذَكَرَنِيْ فِيْ مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِيْ مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ» وَأَكْثَرَ. الثَّانِيْ وَالْعِشْرُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِشُكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [الْبَقَرَة: 158]. {وكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً} [النِّسَاء: 147]. {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فَاطِر: 34]. الثَّالِثُ وَالْعِشْرُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِلْهِدَايَةِ: {والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [الْعَنْكَبُوت: 69]. {إَن تَتَّقُواْ اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً} [الْأَنْفَال: 29] أَيْ هِدَايَة تُفَرِّقُوْنَ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. {ومَن يُؤْمِن بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التَّغَابُن: 11]. {ولَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} [النِّسَاء: 68]. {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} [يونس: 9]. {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وفَضْلٍ ويَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} [النساء: 175]. الرَّابِع وَالْعِشْرُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِمَغْفِرَةِ الْخَطِيْئَاتِ وَتَكْفِيْرِ السَّيِّئَاتِ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]. {وإِن تُخْفُوهَا وتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُو خَيْرٌ لُّكُمْ ويُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ} [البقرة: 271]. {ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ} [الطلاق: 5]. {فَالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ ورِزْقٌ كَرِيمٌ} [الحج: 50]. «مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْه أُمُّهُ». {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ونُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً} [النساء: 31] دَخَل فِيْه مَا تَرْكُهُ كَبِيرَةٌ مِنَ الْمَأْمُوْرَاتِ «وَالصَّلَاةُ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ». الْخَامِسُ وَالْعِشْرُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِإِصْلَاحِ الْعَمَلِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الأحزاب: 70- 71]. {لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وأَشَدَّ تَثْبِيتاً} [النساء: 66] جَعَلَ اللهُ الْعَمَلَ سَبَبًا لِلتَّثْبِيْتِ. السَّادِسُ وَالْعِشْرُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِقُبُوْلِ الْعَمَلِ: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} [الأحقاف: 16]. {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} [آل عمران: 37]. {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]. {فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا} [المائدة: 27]. السَّابِعُ وَالْعِشْرُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِمُعُوْنَةِ الْفَاعِلِ وَنُصْرَتِهِ: {أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194]. {واللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]. {إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]. {ولَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} [الحج: 40]. {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7]. الثَّامِنُ وَالْعِشْرُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِلْبَشَارَةِ: {وبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 223]. {وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]. {وبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج: 37]. {وبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} [البقرة: 25]. {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ ورِضْوانٍ} [التوبة: 21]. {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [يونس: 64]. {بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الحديد: 12]. التَّاسِعُ وَالْعِشْرُوْنَ: وَصْفُ الْفِعْلِ بِكَوْنِهِ مَعْرُوفًا فِي الْأَصْنَافِ: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ ومَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} [البقرة: 263] {خُذِ الْعَفْو وأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [الأعراف: 199]. {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} [آل عمران: 110]. {وقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} [النساء: 5]. {ولْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} [آل عمران: 104]. الثَّلَاثُوْنَ: نَفْيُ الْحُزْنِ وَالْخَوْفِ عَنِ الْفَاعِلِ: {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38]. {أَلَّا تَخَافُوا ولَا تَحْزَنُوا} [فصلت: 30]. {فَلَا يَخَافُ ظُلْماً ولَا هَضْماً} [طه: 112]. الْحَادِيْ وَالثَّلَاثُوْنَ: الْوَعْدُ بِأَمْنِ الْآخِرَةِ: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ} [الحجر: 46]. {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ} [الدخان: 55]. {وهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 37]. {أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [فصلت: 40]. {أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ} [الأنعام: 82] فيه نظر. الثَّانِيْ وَالثَّلَاثُوْنَ: دُعَاءُ الْأَنْبِيَاءِ بِالْفِعْلِ: {تَوفَّنِي مُسْلِماً وأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101]. {رَبَّنَا واجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وتُبْ عَلَيْنَا} [البقرة: 128]. الثَّالِثُ والثَّلَاثُوْنَ: نَصْبُ الْفِعْلِ سَبَبًا لِوِلَايَةِ اللهِ تَعَالَى: {اللّهُ ولِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ} [البقرة: 257]. {وهُو يَتَولَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196]. {وهُو ولِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 127]. وَقَدْ يَتَعَلَّقُ بَعْضُ هَذِهِ الْأَدِلَّةِ بِاجْتِنَابِ الْحَرَامِ كَقَوْلِهِ: {والَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ} [الفرقان: 68] فَإِنَّه مَدَحَهُمْ بِاجْتِنَابِ الْمُحَرَّمِ كَمَا مَدَحَهُمْ بِفِعْلِ الْوَاجِبِ. وَلِذَلِكَ مَدَحَهُمْ بِقَوْلِهِ: {والَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ والْفَواحِشَ} [الشورى: 37]. وَكُلُّ هَذِهِ الْأَدِلَّةِ عَائِدَةٌ إِلَى الْمَدْحِ وَالْوَعْدِ وَلَكِنْ لَمَّا اخْتَلَفَتْ أنْوَاعُ الْوُعُوْدِ وَالْمَدَائِحِ عَدَدْتُ هَذِهِ الْأَنْوَاعَ لِيَنْتَفِعَ بِهَا الْمُتَدَرِّبُ فِيْ مَظَانِّهَا. .الْفَصْلُ الثَّالِثُ: فِيْ تَقْرِيْبِ أَنْوَاعِ أَدِلَّة النَّهْيِ: النَّهْيُ عَنْ كُلِّ فِعْلٍ كَسْبِيٍّ طَلَبَ الشَّارِعُ تَرْكَهُ أَوْ عَتَبَ عَلَى فِعْلِهِ أَوْ ذَمَّهُ أَوْ ذَمَّ فَاعِلَهُ لِأَجْلِهِ أَوْ مَقَتَهُ أَوْ مَقَتَ فَاعِلَهُ لِأَجْلِهِ أَو نَفَى مَحَبَّتَهُ إِيَّاهُ أَوْ مَحَبَّةَ فَاعِلِهِ أَوْ نَفَى الرِّضَا بِهِ أَو نَفَى الرِّضَا عَنْ فَاعِلِهِ أَو شَبَّهَ فَاعِلَهُ بِالْبَهَائِمِ أَوِ الشَّيَاطِيْنِ أَوْ نَصَبَهُ مَانِعًا مِّنَ الْهُدَى أَوْ مِنَ الْقَبُوْلِ أَوْ وَصَفَهُ بِسُوْءٍ أَوْ كَرَاهَةٍ أَوِ اسْتَعَاذَ الْأَنْبِيَاءُ مِنْهُ أَوْ بَغَضُوْهُ أَوْ نَصَبَ سَبَبًا لِنَفْيِ الْفَلَاحِ أَوْ لِعَذَابٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ أَوْ لِذَمٍّ أَوْ لَوْمٍ أَوْ لِضَلَالَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ أَوْ وَصَفَ بِخُبْثٍ أَوْ رِجْسٍ أَو نَجِسٍ أَوْ بِكَوْنِهِ إِثْمًا أَوْ فِسْقًا أَوْ سَبَبًا لِإِثْمٍ أَوْ زَجْرٍ أَوْ لَعْنٍ أَوْ غَضَبٍ أَوْ زَوَالِ نِعْمَةٍ أَوْ حُلُوْلِ نِقْمَةٍ أَوْ حَدٍّ مِّنَ الْحُدُوْدِ أَوْ لِارْتِهَانِ النُّفُوْسِ أَوْ لِقَسْوَةٍ أَوْ خِزْيٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ أَوْ لِتَوْبِيْخٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ أَوْ لِعَدَاوَةِ اللهِ تَعَالَى: أَوْ مُحَارَبَتِهِ أَوْ لِاسْتِهْزَائِهِ وَسُخْرِيَّتِهِ أَوْ جَعَلَهُ الرَّبُّ سَبَبًا لِنِسْيَانِهِ أَوْ وَصَفَ نَفْسَهُ بِالصَّبْرِ عَلَيْهِ أَوْ بِالْحِلْمِ أَوْ بِالصَّفْحِ عَنْهُ أَوْ الْعَفْوِ عَنْهُ أَوِ الْمَغْفِرَةِ لِفَاعِلِهِ أَوِ التَّوْبَةِ مِنْهُ فِيْ أَكْثَرِ الْمَوَاضِعِ أَوْ وَصَفَ فَاعِلَهُ بِخُبْثٍ أَوِ احْتِقَارٍ أَوْ نَسَبَهُ إِلَى عَمَلِ الشَّيْطَانِِ أَوْ تَزْيِيْنِهِ أَوْ تَوَلِّي الشَّيْطَانِِ فَاعِلَهُ أَوْ وَصَفَهُ بِصِفَةِ ذَمٍّ كَالظُّلْمَةِ وَالْمَرَضِ وَتَبَرَّأ الْأَنْبِيَاءُ مِنْهُ أَوْ مِنْ فَاعِلِهِ أَوْ شَكَوْا إِلَى اللهِ مِنْ فَاعِلِهِ أَوْ جَاهَرُوْا فَاعِلَهُ بِالْبَرَاءَةِ وَالْعَدَاوَةِ أَوْ نَهَى الْأَنْبِيَاءَ عَنِ الْأَسَى وَالْحُزْنِ عَلَى فَاعِلِهِ أَوْ نَصَبَ سَبَبًا لِخَيْبَةٍ عَاجِلَةٍ أَوْ آجِلَةٍ أَوْ رَتَّبَ عَلَيْهِ حِرْمَانَ الْجِنَّةِ وَمَا فِيْهَا أَوْ وَصَفَ فَاعِلَهُ بِأَنَّهُ عَدُوُّ اللِه أَوْ بِأَنَّ اللَه عَدُوُّهُ أَوْ حُمِّلَ فَاعِلُهُ إِثْمُ غَيْرِهِ أَوْ يُلَاعِنُ فَاعِلُوْهُ فِي الآخِرَةِ أَوْ تَبَرَّأَ بَعْضُهُمْ مِّنْ بَعْضٍ أَوْ دَعَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ أَوْ وَصَفَ فَاعِلَهُ بِالضَّلَالَةِ أَوْ سُئِلُ فَاعِلُهُ عَنْ عِلَّتِهِ فِيْ غَالِبِ الْأَمْرِ بِعُرْفِ الِاسْتِعْمَالِ أَوْ نُهِيَ الْأَنْبِيَاءُ عَنِ الدُّعَاءِ لِفَاعِلِهِ أَوْ رُتِّبَ عَلَيْهِ إِبْعَادٌ أَْو طَرْدٌ أَوْ لَفْظُ قَتْلٍ أَوْ وَصَفَ الرَّبُّ نَفْسَهُ بِالْغَيْرَةِ مِنْهُ فَكُلُّ ذَلِكَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ وَكُلُّ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى الذَّمِّ وَالْوَعِيْدِ وَلَكِنَّهُ نَوَّعَ لِيَكُونَ ذِكْرُ أَنْوَاعِهِ أَبْلَغَ فِي الزَّجْرِ.فَنَذْكُرُ نُبْذَةً مِّنْ أَمْثِلَةِ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ وَهِيَ سَبْعَة وَأَرْبَعُوْنَ مِثَالًا: الْأَوَّلُ: الْعَتَبُ عَلَى الْفَاعِلِ: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} [التوبة: 43]. {وإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37] إِلَى قَوْلِهِ: {واللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]. {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْواجِكَ} [التحريم: 1]. {عَبَسَ وتَولَّى} [عبس: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} [عبس: 11]. الثَّانِيْ: ذَمُّ الْفِعْلِ: {لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [المائدة: 63]. {سَاء مَا يَحْكُمُونَ} [الأنعام: 136]. {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً} [مريم: 89]. {ونَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ} [الأنبياء: 74]. {ومَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} [إبراهيم: 26]. {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ} [البقرة: 102]. {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ} [الأعراف: 150]. الثَّالِثُ: ذَمُّ الْفَاعِلِ: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ} [الأنفال: 22]. {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [الأنفال: 55]. {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229]. {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [التوبة: 10]. |